الايمان الحقيقى

كيف تحصل علي شهادة من الله سبحانه وتعالي بأنك صادق وتقي ؟؟

يجيبك المولي عز وجل بقوله تعالي :

{ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتي المال علي حبه ذوي القربي واليتامي والمساكين وابن السبيل وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتي الزكاه والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في الباساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون*}
البقرة177

هذه الاية الكريمة تحدد كيفية تكوين الإنسان المؤمن الصحيح وسلوكه العملي الصحيح


ما هي الحكمة من تحويل القبلة؟ تسمع الإجابه بنفسك من رب العالمين :

{وكذلك جعلناكم أمه وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب علي عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا علي الذين هدي الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم (143) قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام..}البقرة 143-144

ما هو البر ؟؟

هو التصور الإيماني الصحيح والذي يؤدي الي السلوك العلمي الإيماني الصحيح (في الحياة العملية .ساعتها يكون الإيمان لباسه ويلبسه الله لباس التقوي )

فالبر هو جماع الخير للفرد والجماعة والدوله والشعوب.
__________________

ما هو الايمان بالله؟

هو تحرير الإنسان من الخضوع لغير الله.
تحرير الإنسان من عبادة الإنسان ( الملوك والكبراء والأحبار والرهبان والرسل والأنبياء).
تحرير الإنسان من عبادة المخلوقات غير المنظورة.( الملائكة والجن والشيطان وغيرها)
تحرير الإنسان من عبادة الأشياء .( الطبيعة - الكواكب - الحيوانات - الأشجار والأصنام )تحرير الإنسان من عبادة الذات : عبادة الهوي.وشر إله يعبد في الأرض هو الهوي.
تحرير النفس من كل عبودية. ليرتفع بها الي مقام المساواة مع سائر النفوس أمام المعبود الواحد.ليتحرر من الفوضي إلي النظام ومن التفكك إلي وحدة الاتجاه.
ويكون ميزان التفاضل بين الناس هو التقوي.* (وليس الجنس أو اللون أو ..)


ما هو الإيمان باليوم الأخر ؟؟

الحياة الحقيقية لمعني الحياة هي الآخرة لأن اليوم في الآخرة عند ربك كألف سنة مما تعدون.
وإذا كان أطول عمر إنسان نعرفه هو سيدنا نوح عاش ألف سنه! إذن هذا العمر الطويل يساوي يوم واحد.(وإن الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون)
فالإيمان باليوم الآخر هو الإيمان بالعدالة الإلهية المطلقة في الجزاء . وبأن حياة الإنسان علي هذه الأرض ليست سدي ولا فوضي بغير ميزان.ولذلك رب العزة والجلال وهو الرحمن
الرحيم بخلقه يذكر عباده بهذا اليوم سبعه عشر مرة في اليوم لمن يصلي الفرض فقط ليضبط سلوكه في الحياة العملية لأنه محاسب علي عمله والذي يتكون من النية والكلام والأعمال،
ومحاسب علي عمله وماله من أين اكتسبه ؟ وأين أنفقه ؟ وشبابه أين أفناه ؟.

فالحياة الدنيا هي مزرعة للحياة الآخرة :قال تعالي (فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره ومن يعمل مثقال ذره شرا يره )

وقال تعالي ( وان الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعملون)

وأنت الحكم علي نفسك فنيتك لا يعلمها إلا الله ثم أنت !! قال تعالي ( بل الإنسان علي نفسه بصيرة ولو ألقي معاذيره ) فلا تلومن إلا نفسك ؟ لأنك تحاسب علي أعمالك الاختيارية فقط ! ولأن الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوي !
__________________ما هو الإيمان بالملائكة؟؟

الإيمان بالملائكة من الإيمان بالغيبيات التي يجب علي المسلم أن يلتزم بما عرفه الله عنها فقط من غير زيادة ولا نقصان.
الإيمان بالغيب هو العتبة التي يجتازها الإنسان فيتجاوز مرتبة الحيوان الذي لا يدرك إلا ما تدركه حواسه.
فليس من يعيش في الحيز الصغير الذي تدركه حواسه كمن يعيش في الكون الكبير الذي تدركه بديهته وبصيرته.
والذي يعرف أن حقيقة الذات الإلهية لا تدركها الأبصار ولا تحيط بها العقول.
وعلي الإنسان أن يكل الغيب إلي طاقة أخري غير طاقة العقل. وأن يتلقي العلم في شأنه
من العليم الخبير الذي أحاط بكل شئ علما.لأن طاقة العقل محدودة ومتي سلم العقل البشري بالبديهية الأولي.
وهي أن (المحدود لا يدرك المطلق *لزمه احترامه لمنطقه ذاته).وأن يسلم بأن إدراكه للمطلق مستحيل.
وعدم إدراكه للمجهول لا ينفي وجوده في ضمير الغيب المكنون
__________________
ما هو الإيمان بالكتاب ؟ ولماذا ذكر الكتاب ولم يقل الكتب؟؟


هو الإيمان بالرسالات جميعا لأنها من عند الله .والكتاب يعبر عن كلام الله وكلام الله واحد.
والأسماء المختلفة للكتب التي أنزلت علي الرسل من صحف إبراهيم والزبور والتوراة والإنجيل لا يوجد فيها اختلاف أو تعارض لأن كلها كلام الله والله واحد وكلامه واحد.
ولكن الإنسان كان مسئولا عن حفظ هذه الكتب فخان الأمانه التي حملها وحرف فيها.
ولذلك رب العزة والجلال لم يترك القرآن للناس وإنما تعهد بحفظه قال تعالي( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).ولأن الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم خاتم النبيبن والمرسلين.
__________________

ما هو الإيمان بالنبيين ؟؟

هو الإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين وهو الإيمان بوحدة البشرية. ووحدة الدين .
ووحدة المنهج الإلهي الواحد الأحد. وهذا شرط أساسي في صحة الإيمان والإسلام
قال تعالي : {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسي وعيسي وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون (136) }البقره 136

ثم ينتقل بنا المولي عز وجل إلي الحياة اليومية ويبدأ بأهمها وهو المال وما يجب علي المسلم أن يفعله في ماله بالإنفاق منه رغم محبته واعتزازه بهذا المال .
لذي القربي واليتامي والمساكين وابن السبيل وفي الرقاب ؟؟ ثم يبين له الفوائد من هذا الإنفاق !!
- ليعالج ويتقي شح نفسه فيكون من المفلحين مصداقا لقوله تعالي :
{والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا
ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون (9) }الحشر 9

{ فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون (16)}التغابن 16

- ويعتق الروح من حب المال الذي يؤدي إلي قبض الأيدي عن الإنفاق .ويقبض الأرواح عن الإنطلاق .

قال تعالي:

{قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا (100)}الإسراء 100

والناس تقول المال عصب الحياة. فعبودية المال تستذل النفوس وتنكس الرؤس.
والإسلام يحرص علي تحرير الإنسان من وساوس نفسه وحرصها وضعفها قبل أن يحاول تحريره من الخارج في محيط الجماعة وارتباطاتها.
يقينا منه بأن عبيد أنفسهم هم عبيد الناس .. وأن أحرار النفوس من الشهوات هم أحرار الرءوس في المجتمعات !!!

-ولذي القربي:

تقوية للروابط الأسرية وحفاظا علي كرامتها ووقاية وأمان للأسرة التي هي
النواة الأولي والتي يسميها الإسلام الحصن لتكوين الجماعة. أو أقل لتكوين الأمة.

- ولليتامي :
تكافل بين الكبار والصغار في الجماعة. وبين الأقوياء والضعفاء فيها . وتعويضا لهؤلاء
الصغار علي فقدان الأبوين . وحماية للأمة من تشرد صغارها . وتعرضهم للفساد. وللنقمة منهم علي المجتمع.

- وللمساكين :
الذين لا يجدون ما ينفقون. ويحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف. ولا يسألون الناس إلحافا.
وذلك حفاظا علي كرامتهم. وصيانة لهم من البوار . واشعار لهم بالتضامن والتكافل
في محيط الجماعة المسلمة التي لا يهمل فيها فرد ولا يضيع فيها عضو..

- ولابن السبيل :
المنقطع عن ماله وأهله . واجب للنجدة في ساعة العسرة. واشعار له بأن الإنسانيه كلها أهل له .وبأن الأرض كلها وطن له..

- وللسائلين :
إسعاف لعوزهم . وكف لهم عن المسألة التي يكرهها الإسلام للإنسان .وفي الإسلام لا يسأل من يجد الكفاية أو من يجد عملا.
فهو مأمور من دينه أن يعمل ( وأن يعمل علي قدر طاقته وليس علي قدر حاجته ) ولا يسأل . وأن يقنع ولا يسأل.

- وفي الرقاب :
إعتاق وتحرير لمن أوقعه سوء عمله في الرق بحمل السيف في وجه الإسلام .حتي يسترد حريته وإنسانيته الكريمة.
وذلك إما بشراء الرقيق وعتقهم . أو بإعطائهم ما يؤدون به ما كاتبوا عليه سيدهم في نظير عتقهم .
__________________

ما هي إقامة الصلاة ؟:

الإسلام يعترف بالإنسان جسما وعقلا وروحا في كيان واحد ولا يوجد تعارض بين نشاط هذه القوي الثلاث .(لذلك لا يحاول الإسلام أن يكبت الجسم لتنطلق الروح لأن
هذا الكبت ليس ضروريا لانطلاق الروح ).!

فالصلاة وهي العبادة الكبري في الإسلام . والذي يؤديها المسلم خمس مرات يوميا هي
المظهر لنشاط هذه القوي الثلاث وتوجهها الي خالقها جميعا . فالقيام والركوع والسجود يحقق حركة الجسد.
وقراءة أم القرآن في كل ركعة وبعض آيات من القرآن مع التفكر والتدبر في المعني يحقق نشاط العقل .
وبتوجه الإنسان واستسلامه لله يحقق النشاط الروحي .
ذلك كله في وقت واحد بلا تعارض !!. (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).
فالإسلام يشمل كل نواحي الحياة بلا تعارض . وذلك لمن أراد الآخرة وسعي لها سعيها وهو مؤمن
وهذا هو طريق الفلاح.

- إيتاء الزكاة :
الزكاة ضريبة مفروضة ومحدد قيمتها في المال أو التجارة أو الزروع أو في الإبل أو الغنم ..الخ .
والإنفاق تطوع ولكنه برهان علي إيمان العبد
قال الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ( الصدقة برهان ). ولا يغني أحدهما عن الآخر.

- الوفاء بالعهود :
إنها صفة الإسلام التي يحرص عليها والتي هي مبنيه علي الوفاء بالعهد مع الله أولا .
والتي يجددها المسلم مع الله علي الأقل سبعة عشر مره في اليوم ( إياك نعبد وإياك نستعين )والإنسان الذي لا يحفظ عهد الله لن يحفظ عهدا للبشر ؟؟
فالوفاء بالعهد يعتبره الإسلام صمام أمان وآية الإيمان وآية الإحسان .فالوفاء بالعهد ضرورة لإيجاد جو من الثقة
والطمأنينة في علاقات الأفراد ببعض وعلاقات الأفراد بالجماعات وعلاقات الجماعات وعلاقات الأمم ببعض.
وبدون الوفاء بالعهود يفقد الكل الأمن والطمأنينة والكل يعيش في قلق وخوف ولا يثق إنسان بآخر وكذلك الجماعات وكذلك الدول.
وانظر حولك وستري الحالتين واضحتين أمامك علي مستوي الفرد والأسرة والجماعة ومستوي الدول .

الصبر في البأساء والضراء وحين البأس : أي الفقر والمرض والحرب.
الإسلام يربي النفس ويعدها لتحمل المسئولية لتحقيق العدل في الأرض وعمارتها والإصلاح بين الناس وبين الدول .
ومحاربة الفساد بكل أشكاله لأن الله لا يحب المفسدين. وذلك بالرجاء في الله والثقه في الله والاعتماد علي الله.
الإسلام يحمي النفس البشرية من شرورها مثل الجزع والهلع اذا مسه الشر .ومن المنع اذا أحسن الله إليه خوفا من نفاذ
النعمة قال تعالي{إذا مسه الشر جذوعا . وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين } فالعلاج في الصلاة.
فالمسلم الحقيقي يصبر في البؤس والفقر ولكنه لا ينقطع عن العمل أو لا يبحث عن العمل كسلا !!.يصبر في المرض والضعف ولكنه لا يتباطأ في البحث عن أسباب الشفاء وأسباب القوة والأخذ بالأسباب يصبر في القلة والنقص . يصبر في الجهاد والحصار ببذل المجهود لإعداد القوة مع عدم الغفلة لأن أعداء الإسلام
أعداء التوحيد يتمنون أن تغفلو عن أسلحتكم أمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة كما قال رب العزة والجلال
(ودوا لو تغفلون عن أسلحتكم و أمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ).
يصبر علي كل حال حتي ينهض بواجبه في الحياة في ثبات وثقة وطمأنينة واعتدال.

- أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون:= شهادة من الله لك بالصادق التقي

صدقوا مع ربهم في إيمانهم . صدقوا مع ربهم في إسلامهم . صدقوا في ترجمة الإيمان
والإسلام إلي حركة الحياة الواقعية . متبعين في ذلك حبيبهم وطبيبهم المصطفي صلي الله عليه وسلم
فإنه كان قرآنا متحركا كما قالت أمنا عائشة رضوان الله عليها وعلي جميع أمهاتنا وأمهات المؤمنين .
وقالت أيضا (كان خلقه القرآن ) صلي الله عليه وسلم.

** آية واحده تجمع بين أركان الإيمان وأركان الإسلام وتكاليف النفس والمال وتجعلها
كلا لا يتجزأ تحت اسم (( البر )) وإذا تعلمتها وما فيها . وعملت بما تعلمته. ومت ثابتا
علي ذلك حصلت من الله علي شهادة الصادق التقي.