السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوتي /أخواتي الأفضال لقد جئتكم بهذا الموضوع الجميل
و بتمنى إلى كل من يدخل هذا الموضوع ان يكتب لنا مشاركته وجزاكم الله خيرا
وإليكم هذا الموضوع:
الحمدلله رب العالمين ولي الصالحين و العاقبة للمتقين و لاعدوان إلا على الظالمين
اللهم لك الحمد ملء السموات و ملء الأرض و ملء ما بينهما و ملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء و المجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما عطيت و لا معطي لما منعت و لا ينفع ذا الجد منك الجد
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا رسول الله خاتم الأنبياء و إمام المتقين و أشرف المرسلين
أما بعد:
أخي المسلم /أختي المسلمة:لقد بحثنا كثيرا عن شيء ينمي روح الإنسان ويدفعه للعبادة ويجعله يعبد ويطيع الله في حب يحفزه ليمارس رسالة الإصلاح طيلة حياته دون توقف أو ملل ,فإذا تعالا لنملأ قلوبنا أنا و أنتم بحب الله , تعالا لنعيش دقائق نغرس فيها حب الله في قلوبنا
أخي المسلم /أختي المسلمة : كم من النعم أنعمها الله عليكم بالليل و النهار أخي /أختي:من عافاكم و من أمَّنكم ومن حماكم ومن وهبكم ومن ......ومن.......ومن.......ومن....ياه أنها نِعم كثيرة لا تعد و لا تحصى و تقول الآية الكريمة (وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم)صدق الله العظيم
أيها المسلمون أغرسوا شجرة محبة الله في قلوبكم و اسقوها بماء الإخلاص و اتبعوا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لكي تثمر ثمرات الإيمان بحب الله الذي لا قبله و لا بعده شيء
وفي الصحيحين عن انس رضي الله عنه ,عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان:أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله و أن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار
فلذلك أيها المسلمون إكسبوا حب الله في الدنيا لتكسبوه في الآخرة
ولكي تكسبوا حبه في الدنيا و الآخرة و أن تكونوا متمسكين بحبله المتين ودينه العظيم عليكم أن تفعلوا:
1- قراءة القرآن بالتدبر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من سره أن يحب الله و رسوله فليقرأ في المصحف
2- التقرب إلى الله بالنوافل بعد أداء الفرائض : كما في الحديث القدسي:ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه
3- دوام ذكره سبحانه على كل حال:قال إبراهيم بن الجنيد كان يقال : من علامة المحبة لله دوام الذكر بالقلب و اللسان ,وكلما ولع المرء بذكر الله عز وجل إلا افاد منه حب الله عز وجل
4- إيثار محابه سبحانه على محاب النفس و هواها
5- مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها تقلبه في رياض هذه المعرفة
6- مشاهدة بره و إحسانه و نعمه الظاهرة و الباطنة
7- الخلوة به سبحانه وقت النزول الإلهي لمناجاته و تلاوة كلامه ودعائه و استغفاره
8- مجالسة المحبين الصالحين الصادقين
9- مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل
فإذا أيها المسلمون ادخلوا في حب الله إنه حب خالص يأخذك إلى جنات النعيم ويبعدك عن نار الجحيم الذي أعدت للكافرين و العصاة و العياذ بالله ,بالله عليكم أيها المسلمون إن الله فاتحٌ أبوابه إلى كل من يريد دخوله لكي يُذيقكُم حلاوة إيمانه و يريكم بديع سلطانه وجمال خلقه,هيا أيها المسلمون ادخلوا هذه الأبواب ليرضى عنكم الرحمن و ليرحمكم من عذاب الدنيا و الآخرة و اجعلوا قلوبكم نقية فإن الأعمال السيئة تسود روح الإنسان و تسلب منه الإتجاهات الطاهرة النقية وقد ذُكِرَ في القرآن, يقول عن لسان المؤمنين :
(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدونك رحمة إنك أنت الوهاب)(سورة آل عمران/
وفي وصف السيئين يقول: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم)
ويتحدث القرآن الكريم أيضا عن قساوة القلوب و تحتمها:
(ختم الله على قلوبهم و على سمعهم و على أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم)(البقرة /
(جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوا.....)(الأنعام /25)
ويقول أيضا في سورة (الأعراف/101) (...... كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين)
ويقول في سورة (الحديد/16) (....... ففسقت قلوبهم و كثير منهم فاسقون)
فإني أرجوا منكم أيها المسلمون أن لا تكونوا قاسيين القلوب لأن ذلك لا يجديكم نفعا وسيوصلكم إلى عذاب الآخرة و هلاكها و أتمنى أن تجعلوا قلوبكم صافية نقية لأنها ستوصلكم إلى تزكية النفس و إطمئنانها و إلى رضى عرش الرحمن عنكم و زياذة حبكم لله سبحانه و تعالى لأن محبة الله شجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء و ثمارها تظهر في القلب و اللسان و الجوارح.
وإن حب الله لا نهاية له ,فإذا أخي /أختي :دلوقت انت بتحب ربك و لا لاء عايز تعرف بتحب ربك عايز تقيس مدى حبك لخالقك إنّ ربنا سبحانه و تعالى يصف الذين يحبه بخمسة أوصاف:
1- الذلة على المؤمنين ولين الجانب و التواضع و الرحمة و الرأفة للمؤمنين
2- العزة على الكافرين و البراءة منهم
3- الجهاد في سبيل الله النفس و المال لنصرة دين الله و رد الناس إليه
4- الإجتهاد في رضى الله و عدم المبالاة بلوم الناس
5- متابعة رسول الله و طاعته
ومن علامات صدق المحبة :
حب لقاء الله في دار السلام و النظر إلى وجهه الكريم و نوره العظيم
وأسأل الله العظيم أن يرزقنا محبته و أن ينعم علينا النظر إلى وجهه الكريم في جنات النعيم ,وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته